أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
مقدمة, فقه السياسة الشرعية وأهميته الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فقد بات لزاماً على كل من يحمل علماً -وإن قل- أو يملك قلما -وإن كل- أن يهتك الغشاوات التي حجبت عقول شباب الأمة عن الإسلام المصفى من البدع والضلالات والغلو والتطرف. إن غياب "فقه السياسة الشرعية في ضوء منهاج النبوة- القائم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة قد أوقع شباب الصحوة في شتى أرجاء الرقعة الإسلامية في شرور مستطيرة، وفتن كبيرة، سيارات مفخخة تنفجر فجأة، وفي أحياء سكنية أما المساجد والمدارس، أما المتاجر، وفي قلب الأسواق تتطاير الجثث والأشلاء، تتعالى الصرخات، اقتحامات للبيوت تهدد الآمنين، ترعب النساء والأطفال والعجائز لا تفرق بين صغير وكبير، ولا ترحم الرضيع بين أحضان أمة وهو يلتقم ثديها، تذبح الأم دون أن يعبأ بصرخات الرضيع، إنها مزارع للرعب والقتل ولكل ما نهى عنه الإسلام، ترتكب باسم الإسلام، ومن أجل إقامة الدولة الإسلامية، لقد بدا الإسلام في أعين الكثيرين رعباً مكتظاً بألوان العداوات لا يعرف إلا سفك الدماء وقتل الأبرياء!! ولقد ظل المسلمون وغيرهم ينعمون بالإسلام طيلة الزمان الذي كان النظام السياسي الإسلامي يحكم أكبر رقعة من الأرض، فشاع العدل والمساواة، والأمن والأمان، وعم الرخاء، وكثرت البركات والخيرات، وسعد الراعي، وسعدت الرعية، وها هي الأمة اليوم تشقى بسوء الفهم والتطبيق للإسلام. فالمخرج من تلك البلاء الصلعاء، والدهايا الدهياء التي أحاطت بالأمة من كل جانب؛ قراءة متأنية للفكرالسياسي الإسلامي في ضوء الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، ليس من الراعي فحسب، بل من الراعي والرعية، فالنظام الإسلامي لا تقوم به الحكومات وحدها، بل المحكومون كذلك، فالخطاب بتحكيم النظام السياسي الإسلام عام، لا يتوجه لطائفة دون أخرى {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}. فإذا كان يجب على الحكام والمسئولين الحكم بالشريعة الإسلامية والعدل بين الرعية، والقسمة بالسوية، فكذلك يجب على المحكومين بذل الطاعة والتقيد بالأنظمة والقوانين واحترام المسئولين وتوقيرهم والإخلاص لهم والدعاء بتوفيقهم، ونصحهم بالطريقة الشرعية، والبعد عن الإثارة والشغب وغير ذلك، فكل هذا جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا بد من تحكيمه والعمل به. وهذا الكتاب مجموعة محاضرات كنت ألقيتها على طلاب جامعة الملك سعود، وإني لأهتبل الفرصة لأنصح شباب الصحوة أن يحذروا الأفكار المنحرفة، والمذاهب الهدامة، وأن يعتبروا بما حصل لغيرهم في بلاد قريبة وبعيدة من فتن وشرور؛ بسبب بعدهم عن فهم السلف الصالح للإسلام قرآناً وسنة، عقيدة وشريعة، كما أنصح شباب الصحوة في المملكة العربية السعودية أن لا ينخدعوا بالمناهج الدعوة الفاشلة والتحزبات الطائشة، وأن يحافظوا على ما تنعم به هذه البلاد الطيبة من أمن وأمان، ورخاء واستقرار، وتطبيق لشريعة الإسلام، والله أسأل أن ينفع بهذا الكتاب، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وقربة إليه سبحانه، ومدنياً من رحمته وجنته: {إِنْ أُرِيدُ إِلا الأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.
فقه السياسة الشرعية في ضوء القرآن والسنة وأقوال سلف الأمة, لخالد العنبري.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . اللهم إني أعوذ بك من الفقر ، والقلة والذلة وأعوذ بك من ان أَظلِم أو أُظلَم . يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.