ساو باولو تتأهب لافتتاح المونديال وسط أجواء احتفالية
https://i.servimg.com/u/f39/18/33/21/36/ouoooo12.jpg
يقول المثل إن البرازيل تنام في الليل، لكن هنا في ساو باولو -العاصمة الاقتصادية لعملاق أميركا الجنوبية- كانت الحركة متسارعة على مدار الساعة، وعمت مظاهر الاحتفال في المدينة قبل ساعات من افتتاح أضخم تظاهرة رياضية في العالم: مونديال كرة القدم.
في شوارع المدينة الشبيهة بالمتاهة لطولها وكثرة تقاطعاتها، لا يحتاج المتجول إلى كبير عناء ليستشعر حب البرازيليين للساحرة المستديرة وعشقهم المستفيض لأحفاد الأسطورة بيليه ومنتخب 'سيليساو'.
ورغم ما تشهده البلاد من غليان بسبب معارضة شق كبير لما يعتبرونها تكاليف خيالية أنفقتها الحكومة لتنظيم المونديال على حساب توفير الخدمات العامة، فإن الفرحة بدت جلية بعودة النهائيات إلى بلاد السامبا بعد 64 عاما من الغياب.
ونظمت البرازيل نهائيات كأس العالم مرة واحدة كانت عام 1950، لكنها لم تترك ذكريات جيدة بعد أن فرط زملاء الهداف أديمير في اللقب بخسارتهم أمام الجارة الصغيرة أورغواي على ملعب 'ماراكانا' الأسطوري في ريو دي جانيرو الذي سيكون مسرحا لنهائي نسخة 2014.
تعويض الكبوة
وبدت أغلبية ممن استطلعت الجزيرة نت رأيهم واثقة من نجاح 'سيليساو' في تعويض تلك الكبوة التاريخية بنيل اللقب على أرضهم وبين جماهيرهم وتعزيز رقمهم القياسي في صدارة المتوجين بكأس سادسة، علما بأن آخر تتويج لهم كان في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 بقيادة مدربهم الحالي لويس فيليبي سكولاري.
بيدرو (موظف في شركة اتصالات) أظهر ثقة كبيرة في قدرة زملاء نيمار على إهداء لقب جديد للبرازيل وتعويض نكسة 1950 'التي ما زالت مرارة خيبتها عالقة في نفوس الكبار والصغار' من أجيال تربت على عشق كرة القدم في هذه البلاد.
ويستفيض محدثنا في الثناء على المدرب الذي يكنى باسم 'فيليباو'، معتبرا أنه مفتاح التتويج باللقب نظرا لخبرته الكبيرة مع المنتخب، إضافة إلى نجاحه في الظفر بآخر لقب عالمي للبرازيل عام 2002 في نسخة بقي فيها تألق القائد كافو والهداف رونالدو عالقا في الأذهان.
ولم يمنع الطقس الشتوي البارد والسماء الملبدة بالغيوم عشرات المشجعين البرازيليين وغيرهم من البلدان المشاركة بالمونديال من التجمع في شارع باوليستا الرئيسي بالمدينة، حيث أعدت اللجنة المنظمة للمونديال جملة من الأنشطة الترفيهية للمشجعين، وسط حضور أمني غير كبير.
مهرجان الأعلام
كما لوحظ إقبال كبير على شراء أعلام صغيرة للبرازيل علقت فوق السيارات، إذ لا تكاد تخلو سيارة من علم يرفرف فوقها. وزُينت أيضا واجهات المباني الشاهقة التي تزخر بها المدينة -ذات الـ25 مليون نسمة- بأعلام عملاقة.
وفي محطات بيع الوقود، نصبت كرات عملاقة بألوان العلم البرازيلي، كما وزع العاملون مجانا دمية لتعويذة المونديال 'فوليكو' التي ترمز إلى حيوان آكل النمل المهدد بالانقراض.
أحد باعة الأعلام المتجولين الذين انتشروا بكثافة أمام الإشارات الضوئية لاستغلال توقف سائقي السيارات، رفض ما عرضناه عليه من مقايضة أو تخفيض لبيع علم صغير، بل إنه كان صارما في الرد بالقول 'المال لا يعني شيئا أمام رمز الوطن.. السعر عشرة ريالات برازيلية (نحو دولارين).. اشتر أو انصرف'.
ورغم إضفاء هذه الأجواء شيئا من البهجة على نفوس أهالي وزوار ساو باولو بعد أيام ساخنة عاشتها المدينة على وقع اشتباكات لمناهضي المونديال مع رجال الشرطة وإضرابات وسائل النقل، يبقى كل ذلك مجرد 'بروفة' لما يتوقع أن يكون حفلا أسطوريا لافتتاح العرس العالمي مساء الخميس.
وينتظر توافد عشرات الآلاف من الجماهير على 'إيتاكيراو' الملعب الجديد لنادي كورينثيانز، فريق الـ25 مليون مشجع، وعلى رأسهم الرئيس السابق لويس لولا داسيلفا، لإعلان انطلاق النسخة العشرين للمونديال والمباراة الأولى بين منتخب البلد المضيف وكرواتيا.