أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
كيف حل أهالى «عزبة خيرالله» مشكلة المياه؟.. لا اشتكوا للرئيس ولا انتظروا حكومة ولا تسوّلوا برلماناً.. بل بإعلان «الخرطوم» عاصمة لعزبتهم
لا شىء يغرى فى المنطقة حتى يتدافع سكانها حوله ويصطفون طابوراً.. لا هو منفذ بيع خبز ولا مستودع أنابيب، بل مجرد خرطوم مياه جمع أهالى عزبة خيرالله على اتفاق واحد: الخرطوم هيعدى على بيوت العزبة كل يوم فى شارع.
من صلاة المغرب إلى أذان الفجر تبدأ وردية المياه، ويستعد صاحب الدور لاستغلال خرطوم المياه كيفما يشاء فيملأ كل أوانيه ويجمع كمية تكفيه وحتى يحين موعد دوره الجديد، فانتظار الدور بالنسبة لأهالى المنطقة أرحم بكثير من الوقوف طوابير فى انتظار شراء المياه، لذا فهم يدعون ليل نهار للحاج يسرى حمودة وأخيه خالد اللذين توليا مهمة تركيب موتور على نفقتهما، ومن حنفية الموتور يمر الخرطوم كل يوم بشارع مختلف. الأخوان حمودة نفذا فكرتهما مجاناً لأهالى العزبة من خلال جمعيتهما الكائنة فى المنطقة، يروى يسرى تاريخ فكرتهما: «منذ إقامة العزبة عام ١٩٨٢ لم تدخلها المياه، لذا نضطر لشراء الجركن بـ٦٥ قرشاً، واكتشفنا أن المنطقة بحاجة إلى محطات ضغط وهو ما كان يصعب علينا توفيره بالجهود الذاتية». أمام هذه المشكلة لم يجد الأخوان حمودة سوى الخرطوم: «على بعد ٥٠٠ متر من المنطقة وجدنا مياهاً، فقررنا الاستفادة منها ومدينا مواتير وخرطوم. قسمناه على الشوارع الرئيسية الثلاثة فى المنطقة، بحيث يأخذ كل شارع الخرطوم يوماً، ويخزن حاجته من المياه.. وتم تعيين شخص لحراسة وتشغيل الخرطوم». الأخوان حمودة مقتنعان بأن جهدهما كان الحل العملى للمشكلة: «ده آخرنا فى المجهود الذاتى، مانقدرش نعمل أكتر من الخرطوم اللى الحكومة ما قدرتش تعمله.. صحيح ده دور نواب مجلس الشعب، لكننا برضه عرفناهم وعرفنا شغلهم ومش ناويين ننتخبهم تانى». حسين محمد، حارس الخرطوم، والمسؤول عن تشغيله أصبح أهم شخص فى العزبة: «يبدأ الطابور بعد المغرب لأن المياه بتيجى بالليل بس.. ويستمر العمل فى ملء الجراكن لحد الفجر فى الصيف»، ويكمل: «الطابور كله حريم». «أم عمر» إحدى رائدات الطابور رضيت بحالها من منطق: «ربنا عاوز كده.. هنعمل إيه!.. أهو الخرطوم أرحم من شراء الميه.. أصلنا عشان نوفر ٧٥ قرش تمن جركن الميه بندفع ٥٠ جنيه كشف للدكتور لما ضهرنا بينكسر بسبب شيل الجراكن».