أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
تزايد فى الفترة الأخيرة اهتمام الصحف الأمريكية والإسرائيلية برئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض، وخطته لوضع الأساس، وإرساء البنية التحتية الاقتصادية والمؤسساتية والمدنية للدولة الفلسطينية. سبب هذا الاهتمام يرجع إلى أن هذا النهج البناء الهادئ الذى يتبعه فياض قد ترافق مع إعلانه فى أغسطس الماضى (٢٠٠٩) أن الدولة الفلسطينية المستقلة ستنشأ بعد عامين فى نفس الشهر عام ٢٠١١. فياض ينتهج طريق بناء الدولة من أسفل، محاكاة للحركة الصهيونية التى راحت تنشئ الوزارات والمؤسسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وتقيم المستوطنات تحت رعاية الانتداب البريطانى منذ العشرينيات فى القرن العشرين حتى إذا حانت لحظة الإعلان السياسى عن إقامة دولة إسرائيل انطلقت كل هذه المؤسسات إلى العمل، فتحولت منظمة الهاجاناه العسكرية إلى الجيش، وتحولت الوكالة اليهودية إلى الحكومة وهكذا. لماذا وضعت فى العنوان اسم حزب «الطريق الثالث»؟ هذا سؤال أجيب عنه بالقول لأن هذا الحزب الصغير هو حزب سليمان فياض. يمكننا القول من خلال الحراك فى المجتمع الفلسطينى فى الضفة الغربية الذى يكشف عن ميل الجماهير الفلسطينية إلى تأييد منهج فياض خصوصا مع تحسن أداء الاقتصاد الفلسطينى وأداء سائر المؤسسات- إن الطريق الثالث وزعيمه رئيس الوزراء أصبحا اسما على مسمى. هناك أصبح القادة السياسيون لحركة فتح، الذين كان معظم تركيزهم على النضال السياسى على جبهة المفاوضات، يدركون أن فياض قد بدأ يسحب بساط الشعبية من تحت أقدامهم. من هنا أصبح الطريق الثالث منهجا واقعا بين منهج فتح فى النضال السياسى ومنهج حماس فى المقاومة المسلحة. ويبدو أن النتائج المتواضعة التى حققها قادة فتح وحماس كل بطريقته، خصوصا مع الجمود الذى يسود المفاوضات نتيجة لسياسات حكومة اليمين الإسرائيلية وواقع الحصار العسكرى الذى تعيشه حماس قد أصبحت نتائج دافعة لجماهير الضفة إلى الالتفاف حول الطريق الثالث ومنهج زعيمه. لقد أدلى فياض بحديث صحفى لصحيفة هاآرتس منذ أسابيع أكد فيه أن تصريحاته حول إقامة الدولة الفلسطينية فى أغسطس ٢٠١١ مازالت سارية بالنسبة له، وأنها تعززت على المستوى الدولى بذلك الدعم الذى قدمته اللجنة الرباعية الدولية فى اجتماعها الأخير فى موسكو فى منتصف مارس عندما أعلنت عن تأييدها لخطة السلطة الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين. ويبدو أن فياض الرجل الهادئ يحسن تجنب الصدام مع خصومه وأولهم سلطة الاحتلال من ناحية، ويعرف كيف يجمع بين العمل الداخلى البناء وتجميع الكروت الدولية بأناة واجتهاد. ذلك أن فياض لا يدير مشروع بناء الدولة من أسفل من مكتبه المكيف بل يتواجد طوال الوقت فى الميدان، ويقود بنفسه مظاهرات ضد السور العازل الذى يخنق الضفة بل وقاد حملة لإحراق منتجات المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة، التى اكتشف أن مؤسسات السلطة الفلسطينية تشتريها وتحتفظ بها فى مخازنها لتوزعها على الناس. إن هذا النوع من النضال يستحق منا أن نلقى الضوء المتزايد عليه خصوصا فى ضوء المخاطر الداخلية والإسرائيلية التى تحيط به. ذلك أن كلا من فتح وحماس تنظران إلى الرجل ونضاله السلمى البناء باعتباره خصما من رصيد كل منهما وتهديدا لمشروع كل فصيل. أما إسرائيل فمن المؤكد أنها تراقب تجربة الرجل وحزبه صغير الحجم وتضعها تحت المجهر لتوجيه الضربة الإجهاضية قبل أن يستطيع فياض أن يقطف الثمار. إن الضربة الإسرائيلية لن تترك التجربة تمضى إلى لحظة الذروة وهى لحظة إعلان الدولة المستقلة ومطالبة المجتمع الدولى خاصة مجلس الأمن بالاعتراف بها. من هنا يجب أن نتحرك للمساندة.. إننا نطالب جامعة الدول العربية بتنفيذ وعدها الذى أعلنته عندما وافقت فى مارس على الاقتراح الأمريكى بإجراء المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. فلقد أعلنت لجنة المبادرة العربية بلسان الأمين العام أن للموافقة سقفا زمنيا هو أربعة شهور، وأنه سيصبح من حق العرب إذا ما فشلت المفاوضات أن يتوجهوا إلى مجلس الأمن للمطالبة بإصدار قرار ينص على إنهاء الاحتلال الإسرائيلى ويعترف بإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض المحتلة عام ١٩٦٧، وأنهم يتوقعون من الولايات المتحدة عدم استخدام الفيتو ضد القرار المطلوب، إننى أعتقد أن الموعد المقرر لهذا الطلب، وهو نهاية يوليو، يجب أن يحترم من جانب جامعة الدول العربية، وبالتالى فعلينا أن نتوجه إلى مجلس الأمن فى أغسطس ٢٠١٠ إذا أردنا حقا إعلان الدولة الفلسطينية وتطبيق الإعلان على الأرض فى أغسطس ٢٠١١. أعتقد أنه يمكننا بهذا التحرك أن نقدم المساندة الفعالة لمشروع إقامة الدولة على الصعيد الدولى. أما على الصعيد الداخلى الفلسطينى فإن على العرب واجبا واضح المعالم وهو التقريب بين فياض ومنهجه وحزبه الصغير، وبين قيادات فتح من ناحية وحماس من ناحية ثانية. إن الدولة المطلوبة لا يجب أن تكون ساحة للصراعات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية بل يجب أن تكون ساحة للتقارب والإخاء الفلسطينى ليمكن لها أن تنجح وأن تواجه الهجمات المضادة التى ستقوم بها إسرائيل على وجه اليقين. إن الأحاديث المتواترة فى الصحف الأمريكية والإسرائيلية عن احتمال إعلان الرئيس أوباما عن مشروعه للسلام لإقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين لا يجب أن تثنى العرب عن التوجه إلى مجلس الأمن فى الموعد المحدد. لقد قال فياض فى حديثه المذكور لصحيفة هاآرتس إنه يريد أن تتمتع الدولة الجديدة بالسيادة وألا تكون تحت سيطرة آخرين لأن الفلسطينيين لا يريدون دولة أشبه بميكى ماوس أو دولة بقايا أو فضلات تلقيها لهم إسرائيل. لقد ربط فياض البرنامج الزمنى بولاية الرئيس الأمريكى أوباما فقال إن خطة إقامة الدولة خلال عامين تهدف إلى تنفيذها خلال فترة حكم أوباما الأولى وأن مهلة العامين قد حددت لإنهاء الاحتلال وزرع الثقة فى نفوس الشعب فى قدرة السلطة على إقامة مؤسسات الدولة. من النقاط التى ركز عليها فياض وقد تثير ضده قيادات فتح التقليدية قوله إن الفلسطينيين قد أخطأوا فى الماضى عندما سلموا بواقع توسيع الاستيطان فى الضفة وقبلوا التفاوض رغم ذلك حيث إنه لا يمكن التوصل إلى حل الدولتين بينما الاستيطان يتواصل ويقتطع الأرض. فى ذات الوقت أبدى حزما تجاه قضية القدس رافضا تأجيلها إلى مفاوضات الحل الدائم كما أعلن أن خطته تقضى بحل مشكلة اللاجئين باستيعاب جزء منهم فى الدولة الجديدة، ولم ينس فياض أن يدعو إلى ضرورة المصالحة بين فتح وحماس رغم الهجوم الذى يتعرض له من الجانبين. أعتقد أن أداء هذه التجربة يستحق الدعم والمساندة حتى لا تنجح إسرائيل أو الصراعات الداخلية فى إجهاضها.
ادعموا «الطريق الثالث» ليقيم الدولة الفلسطينية
موضوع: ادعموا «الطريق الثالث» ليقيم الدولة الفلسطينية
موضوع: رد: ادعموا «الطريق الثالث» ليقيم الدولة الفلسطينية 
