أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
وقائع سيرته صلى الله عليه وسلم تثبت أن النص القرآني لا صنعة فيه للرسول ولا لأحد من الخلق في زمانه، وأن دوره صلى الله عليه وسلم لم يتجاوز: تلقي النص ووعيه وحفظه، ثم تبليغه وبيانه وتفسيره، ثم إتباعه والعمل بما فيه.
1ـ خطاب القرآن للرسول:
تكرر في الخطاب القرآني توجيه الرسول الكريم وتنبيهه إلى ما يجب عليه حيال ربه والوحي المبعوث به وحيال المؤمنين والكافرين، كما تكرر التنبيه والتحذير من الانسياق وراء ما يحيط به من فتن وضغوط، وبالقرآن كذلك نوع من العتاب للرسول الكريم في مواقف، وجلاء لبعض ما يضمره في قرارة نفسه الطاهرة من أمور آثر كتمانها عن الناس. ويصعب على العقل السليم أن يتخيل أن الرسول صلى الله عليه وسلم يوجه الخطاب إلى نفسه موجها ومنبها، أو محذرا ومعاتبا، أو مظهرا ما لا يحب جلاءه، ثم يبلغ ذلك للناس قرآنا لا يُنسخ ولا يُحذف ولا يُنسى، وإنما ذلك برهان ناصع على أن القرآن كلام الله يخاطب به النبي البشرى الذي بلغ الرسالة كما جاءته وأدى الأمانة بصدق، صلوات الله عليه وتسليماته.
قال مجاهد والكلبي: كان النبي r إذا نزل عليه جبريل بالوحي، لم يفرغ جبريل من آخر الآية، حتى يتكلم النبي r بأولها، مخافة أن ينساها. فنزلت "سنقرئك فلا تنسى" بعد ذلك شيئا؛ فقد كَفَيْتُكَه.
§ اجتهاده في تفسيره لبعض الآيات، حتى ينزل الوحي مخالفا لما ارتآه:
كما كان في موقفه من الصلاة على عبد الله بن أبي كبير المنافقين عندما راجعه عمر رضي الله عنه قائلا: أَتُصَليِّ عَلَيْهِ وقد نَهاكَ رَبُّك أَنْ تُصَلِّي عَلَيْه؟ فقال (صلى الله عليه وسلم): إنما خيرني الله فقال:
) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْلا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ( [التوبة80]، وسأزيده على السبعين… فَصَلَّى عليه، فأنزل الله تعالى: ) وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ( [التوبة 84]، فترك الصلاة عليهم. (البخاري ومسلم). فسحان الله العظيم