في معنى اسم الزهراء (ع) « الحصان »
اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
في معنى اسم الزهراء صلوات الله عليها « الحصان »
الحصان : وهو لقب من ألقابها الشريفة سلام الله عليها .
والإحصان : طلب الرجل الزوجة ، فهو محصن ، بالفتح ، والمحصنة المرأة المتزوجة .
والحصان بالفتح والحصناء : المتعففة الظاهرة بالتقوى ، الكريمة الحرة .
والحصان : النجيب من الخيل لأن ظهره كالحصن لراكبه ، أو لأنه حصين بمائه إلا على كريمة .
ويقال : حصنت المرأة حصنا أي عفت فهي حاصن .
قال صخر أخو الخنساء :
والله لا أمنحها شرارها * وهي حصان قد كفتني عارها
ولو أموت فرقت خمارها * وجعلت من شعرها صدارها
الحصان : العفيفة ، والرزان : الوقار ; وما تزن بريبة : لم تتهم ، ومعنى الشطر الثاني : أنها تصبح جائعة غير أنها لا تطعم لحوم الغافلين بالغيبة .
قال في مجمع البحرين : المحصنات المؤمنات : أي الحرائر العفيفات ; قال تعالى : ( فمن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات ) قيل : أي من لم يستطع ماليا أن ينكح حرة ، فلينكح أمة ، لأنها أخف مؤنة وأقل نفقة .
قال المرحوم المحقق الفيض الكاشاني : الطول : الغنى ، والإحصان : العفاف ، والنكاح في مقابل الزنا والسفاح ، ويشهد له قوله تعالى : ( وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ) فقابل المحصنات بالمسافحات ، وهن النساء الزواني .
وفي كتاب ثواب الأعمال عد قذف المحصنة من الذنوب الكبيرة .
والمحصنة بفتح الصاد المعروفة بالعفة كانت ذات زوج أو لم تكن . فتبين أن غير ذات الزوج يقال لها عفيفة إذا عفت .
قال تعالى في مريم ( عليها السلام ) : ( والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين ) .
وقال تعالى : ( ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ) أي تعففا .
روى المجلسي ( رحمه الله ) بيتين عن حسان بن ثابت في مدح الصديقة الكبرى ، وقد اقتبسها من كلام الملك العلام :
وإن مريم أحصنت فرجها * فجائت بعيسى كبدر الدجى
فقد أحصنت فاطم بعدها * فجائت بسبطي نبي الهدى
وروى في كتاب المناقب لمحمد بن شهر آشوب ( رحمه الله ) والخرايج والجرايح ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إن فاطمة أحصنت فرجها ، فحرم الله ذريتها على النار » .
وتختص الذرية الطيبة لفاطمة الطاهرة ( عليها السلام ) - كما في بعض الأخبار المعتبرة - بالحسنين ( عليهما السلام ) وزينب وأم كلثوم .
قال الصادق ( عليه السلام ) : « المعتقون من النار هم ولد بطنها : الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم » .
تبين مما مر أن تحصين سيدة نساء العالمين عاد عليها بعدة أمور : أحدها : أن الله وهبها هذين الإمامين الهمامين ، وجعل لكل واحد منهما نسلا كثيرا وذرية مباركة ، بحيث يكون عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) تابعا ولازما لأحد أولادهم في آخر الزمان ، وكفى بذلك شرفا وفخرا .
والآخر : أن النار حرمت على ذريتها الطاهرة .
وقد فسر الإحصان في القرآن بأربعة معان : الأول : العصمة ، كقوله تعالى : ( أحصنت فرجها ) .
الثاني : الأزواج ، كقوله تعالى : ( والمحصنات من النساء ) .
الثالث : الحرية ، كقوله تعالى : ( من لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات ) .
الرابع : الإسلام ، كقوله تعالى : ( فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة ) .
وهذه المراتب كلها موجودة بمستوى الكمال في فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) حيث أن نفسها القدسية اتصفت من بين نساء العالمين جميعا بالملكات ، واختصت بأعلى درجات الفضائل والكمالات ، وكذلك اتصف بنوها المطهرون وبناتها الطاهرات بكمال الكمال .
وقد قيل في أبناءها :
لقد علمت قريش غير فخر * بأنا نحن أجودهم حصانا
وأكثرهم دروعا سابغات * وأمضاهم إذا طعنوا سنانا
وأرفعهم عن الضراء فيهم * وأبينهم إذا نطقوا لسانا
اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة