الحمدلله القوي المتين , القاهر الظاهر الملك الحق المبين , لا يخفى على سمعه خفُّي الأنين,
ولا يغرب عن بصره حركات الجنين , ذلّ لكبريائه جبابرة السلاطين,
وقضى القضاء بحكمته وهو أحكم الحاكمين , أحمده حمد الشاكرين ,
وأساله معونة الصابرين, و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في الأولين والآخرين,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
المصطفى على العالمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعينوبعد ,
الإيمان بالقضاء والقدر هو السعادة، وهو ركن الإفادة من هذه الدنيا والاستفادة،
منه تنشرح الصدور، ويعلوها الفرح والحبور، وتنزاح عنها الأحزان والكدور،
فما أحلاها من حياة عندما يسلِّم العبد زمام أموره لخالقه، فيرضى بما قسم له،
ويسلِّم لما قدّر عليه، فتراه يحكي عبداً مستسلماً لمولاه، الذي خلقه وأنشأه وسواه،
وبنعمه وفضله رباه وغذاه، فيسعد في الدنيا ويؤجر في الأخرى.
ولا يتم ذلك إلا لمن فهم القضاء والقدر، وعرف أسراره، وعلم حكمه على فهم سلف الأمة،
فهم على علم أقدموا، وعن فهم كفوا وأحجموا، فلابد من الوقوف حيث وقفوا،
وقصر الأفهام على ما فهموا.
القَدَر (بفتح الدال) :تقدير الله تعالى للكائنات ، حسبما سبق به علمه ، واقتضتهُ حكمته .
والإيمان بالقدر يتضمَّنُ أربعة أمور :
الأول :
الإيمان بأن الله تعالى عالمٌ بكل شيء ، جملةً وتفصيلاً ، أزلاً وأبدًا ،
سواء كان ذلك مما يتعلق بأفعالـه ، أو بأفعال عباده .
فعلمه محيط بما كان , وما سيكون ومالم يكن لو كان كيف كان يكون ,
ويعلم الموجود والمعدوم والممكن والمستحيل , وقد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم ,
فعلم أرزاقهم وآجالهم , و أقوالهم و أعمالهم , وجميع حركاتهم وسكناتهم , أهل الجنة , وأهل النار .
والأدلة على هذه المرتبة من القرآن الكريم والسنة المطهرة كثيرة ً منها قوله تعالى:
"هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ " [ الحشر / 22 ]
أي عالم ما غاب من الإحساس و ما حضر , وقيل عالم السر والعلانية ,
وقيل ما كان وما يكون وقيل الآخرة والدنيا
وقوله تعالى : "أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا" [ الطلاق /12] ،
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :
« سئل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلِّم عن أولاد المشركين فقال : الله أعلم بما كانوا عاملين »
[ رواه البخاري ] .
الثاني :
الإيمان بأن الله تعالى كتب ذلك في اللوح المحفوظ ، وفي هذين الأمرين يقول الله تعالى:
" أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالأرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ "
[سورة الحج : 70] .
وفي صحيح مسلم - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
"كتب الله مقادير الخلائقِ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة". [رواه مسلم ]
الثالث:
الإيمان بأن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى ، سواء أكانت مما يتعلق بفعله،
أم مما يتعلق بفعل المخلوقين ، قال الله تعالى فيما يتعلقُ بفعله:
"وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ " [سورة القصص : 68] ،
وقـال : "وَيَفْعَـلُ اللّهُ مَا يَشَاء" [سـورة إبراهيم : 27]
وقـال : "هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء" [ســورة آل عمران : 6]
وقـال تعـالى فيما يتعلـق بفعل المخلوقين :
"وَلَوْ شَاء اللّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ" [ســورة النساء : 90] ،
و قال : "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ" [سورة الأنعام : 112] .
الرابع :
الإيمان بأن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتهـا ، وصفاتهـا ، وحـركاتها ،
قــال الله تعـالى : "اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ" [سورة الزمر:62] ،
وقال سبحانه : "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا" [سورة الفرقان : 2] ،
وقال عن نبيِّه إبراهيم - عليه الصلاة و السلام - أنه قال لقومـه : "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"
[سورة الصافات: 96] .
والإيمان بالقدر - على ما وصفنا - لا ينافي أن يكون للعبد مشيئة في أفعاله الاختيارية ،
وقدرة عليها ؛ لأن الشرع والواقع دالان على إثبات ذلك له .
والإيمان بالقدر - على ما وصفنا - لا يمنح العبد حجـة على ما ترك من الواجبـات ،أو فعل من المعاصي ، وعلى هذا ؛ فاحتجاجه به باطل من وجوه :
الأول :
قوله تعالى : "سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ
كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا
إِن تَتَّبـِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ" [سورة الأنعام : 148] ،
ولو كان لهم حجة بالقدر ؛ ما أذاقهم الله بأسه .
الثاني :
قوله تعالى : "رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ
وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" [سورة النساء : 165] ، ولو كان القدر حجة للمخالفين ؛
لم تنتفِ بإرسال الرسل ؛ لأن المخالفة بعد إرسالهم واقعة بقدر الله تعالى .
الثالث :
ما رواه البخاري ومسلم - واللفظ للبخاري - عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما منكم من أحد إلا قد كتب مقعده من النار أو من الجنة)
فقال رجل من القوم : ألا نـَتـَّـكِلُ يا رسول الله ؟
قال : (لا ، اعملوا فكل مُيَسَّرٌ ، ثم قرأ: " فَأمَا مَنْ أَعطَى واتَّقَى" [سورة الليل : 5] ،
وفي لفظ لمسلم : ( فكل مُيَسَّرٌ لما خلق له) ،
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل ، ونهى عن الاتكال على القدر .
الرابع :
أن الله تعالى أمر العبد ونهاه ، ولم يكلفه إلا ما يستطيع ، قال الله تعالى :
"فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ" [سورة التغابن : 16]
وقال : "لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا" [سورة البقرة : 286] ، ولو كان العبد مجبرًا على الفعل ؛
لكان مكلَّفـًا بما لا يستطيع الخلاص منه ، وهذا باطل ؛ ولذلك إذا وقعت منه المعصية بجهل ،
أو نسيان ، أو إكراه ؛ فلا إثم عليه ؛ لأنه معذور .
الخامس :
أن قدر الله تعالى سرٌّ مكتومٌ لا يُعْلَمُ به إلا بعد وقوع المقدور ،
وإرادة العبد لما يفعله سابقة على فعله؛ فتكون إرادته الفعل غير مبنيَّةٍ على علم منه
بقدر الله، وحينئذ تنتفي حجته بالقدر ؛ إذ لا حجة للمرء فيما لا يعلمه .
السادس:
أننا نرى الإنسان يحرص على ما يلائمه من أمور دنياه ؛ حتى يدركه ،
ولا يعدل عنه إلى ما لا يلائمه ، ثم يحتجُّ على عدوله بالقدر؛
فلماذا يعدل عما ينفعه في أمور دينه إلى ما يضره ثم يحتجُّ بالقدر ؟
أفليس شأن الأمرين واحدًا ؟!
وإليك مثالاً يوضح ذلك :
لو كان بين يدي الإنسان طريقان :
أحدهما : ينتهي به إلى بلد كلها فوضى : قتل ، ونهب ، وانتهاك للأعراض ، وخوف ، وجوع .
والثاني : ينتهي به إلى بلد كلها نظام ، وأمن مستتب، وعيش رغيد ، واحترام للنفوس
والأعراض و الأموال ، فأي الطريقين يسلك ؟
إنه سيسلك الطريق الثاني الذي ينتهي به إلى بلد النظام و الأمن ،
و لا يمكن لأي عاقل أبدًا أن يسلك طريقَ بلدِ الفوضى ، والخوف ، ويحتجُّ بالقدر ،
فلماذا يسلك في أمر الآخرة طريق النار دون الجنة ويحتجُّ بالقدر ؟
ومثالاً آخر :
نرى المريض يؤمر بالدواء ؛ فيشربه ، ونفسه لا تشتهيه ، وينهى عن الطعام الذي يضرُّه ؛
فيتركه، ونفسه تشتهيه ، كل ذلك ؛ طلبـًا للشفاء والسلامة ،
ولا يمكن أن يمتنع عن شرب الدواء ، أو يأكل الطعام الذي يضره ، ويحتجُّ بالقدر ،
فلماذا يترك الإنسان ما أمر الله به ورسوله أو يفعلُ ما نهى الله عنه ورسوله ثم يحتجُّ بالقدر ؟
السابع :
أن المحتجَّ بالقدر على ما تركه من الواجبات ، أو فعله من المعاصي ،
لو اعتدى عليه شخص فأخذ ماله ، أو انتهك حرمته ، ثم احتجَّ بالقدر،
وقال : لا تلمني فإنَّ اعتدائي كان بقدر الله ؛ لم يقبل حجته ،
فكيف لا يقبل الاحتجاج بالقدر في اعتداء غيره عليه ،
ويحتج به لنفسه في اعتدائه على حق الله تعالى ؟!
ويُذْكَرُ أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رُفِعَ إليه سارقٌ استحق القطع ؛
فأمر بقطع يده فقال : مهلاً يا أمير المؤمنين ، فإنما سرقت بقدر الله؛
فقال عمر : ونحن إنما نقطعُ بقدر الله .
الأولى : الاعتماد على الله تعالى ، عند فعل الأسباب ، بحيث لا يعتمدُ على السبب نفسه ؛
لأن كل شيء بقدر الله تعالى .
***
الثانية :
أن لا يُعْجَب المرء بنفسه عند حصول مراده؛ لأن حصوله نعمة من الله تعالى ،
بما قَدَّره من أسباب الخير ، والنجاح ، وإعجابه بنفسه ، ينسيه شكر هذه النعمة .
***
الثالثة :
الطمأنينة ، والراحة النفسية بما يجري عليه من أقدار الله تعالى؛
فلا يقلقُ بفوات محبوب، أو حصول مكروه ؛ لأن ذلك بقدر الله الذي له ملك السموات والأرض،
وهو كائن لا محالة ، وفي ذلك يقول الله تعالى :
"مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا
إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بمَا آتَاكُمْ
وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" [سورة الحديد : 22 ، 23] ،
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : "عجبـًا لأمر المؤمن إنّ أمره كلَّه خير،
وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاءُ شكر ؛ فكان خيرًا له،
وإن أصابته ضرَّاءُ صبر ؛ فكان خيرًا له".
وقد ضلَّ في القدر طائفتان :إحداهما : الجبرية الذين قالوا إنَّ العبد مجبر على عمله ، وليس له فيه إرادة ولا قدرة .
الثانية : القدرية الذين قالوا : إنَّ العبد مستقل بعلمه في الإرادة ، والقدرة ،
وليس لمشيئة الله تعالى، وقدرته فيه أثر .
والرد على الطائفة الأولى (الجبرية) بالشرع والواقع:
أما الشرع :
فإن الله تعالى أثبت للعبد إرادة ومشيئة، وأضاف العمل إليه ، قال الله تعالى :
"مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ" [سورة آل عمران : 152]
وقال تعالى: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بـِهِمْ سُرَادِقُهَا" [سورة الكهف : 29]
وقال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبـِـيدِ"[سورة فصلت : 46] .
وأما الواقع :
فإن كل إنسان يعلمُ الفرق بين أفعاله الاختيارية التي يفعلها بإرادته :
كالأكل ، والشرب ، والبيع، والشراء ، وبين ما يقعُ عليه بغير إرادته : كالارتعاش من الحمى ،
والسقوط من السطح ، فهو في الأول فاعل مختار بإرادته من غير جبر ،
وفي الثاني غير مختار ، ولا مريد لما وقع عليه .
***
والرد على الطائفة الثانية (القدرية) بالشرع والعقـل :
أما الشرع :
فإن الله تعالى خالق كل شيء ، وكل شيء كائن بمشيئته ،
وقد بـَيـّنَ الله تعالى في كتابه أن أفعال العباد تقع بمشيئته فقال تعالى :
"وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ
فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَـا اقْتَتَلُــواْ وَلَكِـنَّ اللّهَ يَفْعَـلُ مَـا يُرِيدُ"
[سورة البقـرة :253] ، وقال تعالى : "وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي
لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ " [سورة السجدة : 13] .
وأما العقل :
فإن الكون كُلَّه مملوكٌ لله تعالى ، والإنسان من هذا الكون ؛
فهو مملوك لله تعالى ، ولا يمكن للمملوك أن يتصرف في ملك المالك إلا بإذنه ومشيئته .
إلى هنا أيها الأحبة نصل و إياكم إلى ختام هذه السلسلة ، و التي نسأل الله عز وجلأن يبارك بها و ينفع بها و أن يتقبل من العاملين عليها سعيهم و جعله الله سعيًا مشكورًا
و نذكركم و إيانا بقول الله تعالى :{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِـحًا
وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] فهذه أركان الإيمان قدمناها لكم
بشيء من التفصيل فحاذروا من الوقوع فيما ينافيها وينقضها
و نسأل الله لنا ولكم التوفيق و التيسير لكل خير .
انتظرونا في الموضوع الختامي قريباً جداً بإذن الله .. ♥
***
هدفي من السلسلة التوعية أولا واخيراً
ثم ذكر ما لم يُذكر
بارك الله بكم جميعا .. العاملون على الموضوع :
ρ ! и к
Mohamed Elbosifi
إن وُفقنا فمن الله وإن أخطأنا فمن انفسنا والشيطانفالتمسوا لنا العُذر و السماح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته