أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
المعاصي يولد بعضها بعضا للعلامة ابن القيم -رحمه الله- نسال الله العفو والعافية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه الداء والدواء: ( إن المعاصي تزرع أمثالها، وتولد بعضها بعضا حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها
كما قال بعض السلف: أن من عقوبة السيئة السيئة بعدها وأن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها.
فالعبد إذا عمل حسنة قالت أخرى الى جنبها: أعملني أيضا، فاذا عملها قالت الثالثة كذلك وهلم جرا فتضاعف الربح وتزايدت الحسنات وكذلك جانب السيئات أيضا، حتى تصير الطاعات والمعاصي هيئات راسخة وصفات لازمة وملكات ثابتة.
فلو عطل المحسن الطاعات لضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الارض بما رحبت وأحس من نفسه كأنه كالحوت إذا فارق الماء حتى يعاودها فتسكن نفسه وتقر عينه، ولو عطل المجرم المعصية وأقبل على الطاعة لضاقت عليه نفسه وضاق صدره وأعيت عليه مذاهبه حتي يعاودها حتى أن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ولا داعية اليها إلا لما يجد من الالم بمفارقتها كما صرح بذلك شيخ القوم الحسن بن هانيء حيث يقول:
وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها
وقال الآخر
وكانت دوائى وهي دائي بعينه ... كما يتداوى شارب الخمر بالخمر
ولايزال العبد يعاني الطاعة ويألفها ويحبها ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه برحمته عليه الملائكة تأزه اليها أزا وتحرضه عليها وتزعجه عن فراشه ومجلسه اليها، ولايزال يألف المعاصي ويحبها ويؤثرها حتي يرسل الله اليه الشياطين فتأزه اليها أزا.
فالأول:
قوى جند الطاعة بالمدد فكانوا أكثر من أعوانه
وهذا -أي الثاني-:
قوى جند المعصية بالمدد فكانوا أعوانا عليه ). (الداء والدواء) للعلامة ابن القيم-رحمه الله-(90-91) منقول
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . اللهم إني أعوذ بك من الفقر ، والقلة والذلة وأعوذ بك من ان أَظلِم أو أُظلَم . يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.