أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
من الملاحظ وجود ثلاث نهضات كبرى كان وسيكون لها الدور البارز والمؤثر في مجرى الصراع بين الحق والباطل وبين التوحيد والشرك وبين النور والظلام بل لها الدور الحاسم في تطور الانسان والمجتمعات نحو الكمال سواء في المجتمع المسلم أو المجتمع الانساني الشامل ، وهذه النهضات الثلاث هي النهضة ( المحمدية والحسينية والمهدوية ) ، ونحن لسنا بصدد الدخول في تفاصيل هذه النهضات الثلاث بل سنحاول أن نجد نوع من المقارنة بينها وستلاحظ أخي القاريء إن هناك تشابها في المسيرة النهضوية للمعصومين الثلاث ( عليهم السلام ) . أولا : إشترك المعصومون الثلاثة بمرورهم بـــ ( مرحلة الاعداد الذاتي ) التي تسبق ثوراتهم ، ولقد تجسدت هذه المرحلة لدى رسول الله ( صلى الله عليه واله ) منذ طفولته بتفكره بهذا الكون والنظر الى ما صار إليه قومه من عبادة الاوثان ، وإن لا بد لهذا الكون من خالق واحد لا شريك له ، ولقد تبلورت هذه المرحلة خلال اعتزاله الناس في غار حراء وتعبده به واتصال بخالقه روحا وجسدا ولا شك بأن هذه المرحلة كانت خطيرة في بلورة وصقل مواهب الرسول ( صلى الله عليه واله ) وإستعداداته لتلقي الوحي والتهيؤ لحمل أعباء الرسالة السماوية الخالدة والتبشير بها .. كذلك مر الامام الحسين ( عليه السلام ) بنفس هذا الاتجاه من الاعداد والتهيؤ لحمل أعباء الثورة والانتفاض على الظالمين ، ولقد ساهم النبي والوصي والمعصومة فاطمة ( عليهم السلام) في خلق هذه الأستعدادات لدى سبط الرسول وتربيته التربية الثوريه وبكفاءة وصبر منقطعي النظير من اجل النهوض بأعباء تثبيت الثورة المحمدية حتى لو تطلب ذلك سيل من الدماء الزكية الطاهرة . ونحن نلمس ذلك في كثير من الاحاديث الواردة عن المعصومين الخمسة بأن هذا العهد ( عهد الشهادة ) عهد به رسول الله ( صلى الله عليه واله ) الى الحسين ( عليه السلام ) وإنه عهد لله الاعظم لذلك نرى ان الحسين عاش مع هذه المهمة الصعبة والكبيرة وعشقها منذ نعومة اظافره وكان يتطلع الى ذلك اليوم الذي يبذل فيه دمه الزكي لأعلاء كلمة الله ، ويمكن إعتبار هذه المرحلة من المراحل التعبوية لدى الامام الحسين ( عليه السلام ) وكل يوم كان يمر في عمره الشريف يضيف اليه عزما الى عزمه وإصرارا الى إصراره الى حين ذلك اليوم الموعود يوم الشهادة الكبرى . والواضح جدا ان الامام المهدي ( عليه السلام ) مر ويمر بهذه المرحلة من خلال تلقيه التبليغات عن ابائه في انه سيكون في مستقبل الدهر القائد الذي تهوى اليه القلوب وإنه باب المظلومين ولهفة المساكين لدفع الضيم عنهم وإعلاء كلمة الحق وإقامة دولة العدل الألهي في العالم ، و لاشك ايضا ان العناية الألهية الرحيمة ترعى الامام وتساهم بالقسط الكبير في تنمية قابلياته ومؤهلاته ، وبذلك نكون قد حصلنا على منهجا مشتركا بين النهضات المتقدمة الثلاث برغم إختلاف التكاليف نوعا ولكن تبقى الغاية واحدة والهدف مشترك في خلق الاستعدادات الذاتية للقيام بالنهضة المرتقبة في زمن كل منهم ( صوات الله عليهم أجمعين ) . ثانيا : نلاحظ أيضا أن المعصومين الثلاثة قد مروا بمرحلة ( الدعوة السرية ) .. فهذا ما قام به النبي ( صلى الله عليه واله ) في دعوته للمقربين من أهل بيته وبعض أصحابه قبل أن يعلن عن دعوته ، أما الحسين ( عليه السلام ) فلقد مر بنفس المستوى من الدعوة السرية عندما أخبر اهله وعشيرته المقربين عن عزمه للوقوف في وجه الطاغية يزيد ودولة ال أمية ولاقت دعوته هذه القبول والأمتثال لأمر المعصوم .. أما المهدي ( عليه السلام ) فتتمثل دعوته السرية بغيبته الصغرى ثم الكبرى ففي الاولى إعتمد فقط على السفراء الاربعة ( رضوان الله عليهم ) الذين كان بأمكانهم الاتصال به ورؤيته ( روحي له الفداء ) وفي الغيبة الكبرى فكما أوضح السيد الشهيد الثاني ( قدس سره ) في تاريخ ما بعد الظهور في معرض كلامه عن النفس الزكية هو أن الامام ( عليه السلام ) يمكنه الأتصال ببعض المؤمنـين الممحصين المخلصين الذين بأتصالهم بالإمام لا تكـشف الغيبـة، وكذلك يمكن القول بأمكانية تحقق الأتصال بالإمام ( عليه السلام ) ولو على نحو غير مباشر وهذا النوع من الاتصال خاص بقلة قليلة من المؤمنين الممحصين الخاضعين للرعاية الغير مباشرة ، والاشراف من لدن الامام وهو غير منظور بالنسبة لهم ولكنهم يشعرون بوجوده معهم شعورا قلبيا صادقا. ثالثا : ونقطة التشابة الاخيرة التي نذكرها هنا هو " فترة الانتقال من مدينة الى اخرى " خلال الدعوة العلنية لهم ( عليهم السلام ) . فنرى إن الرسول محمد ( صلى الله عليه واله ) قد هجر مكة وإنتقل الى المدينة حيث إن الاولى لا تتمتع بوجود الانصار والمؤيدين لنهضة الرسول أما المدينة فكان امرها أفضل من الاولى .. ونفس الشيء حصل للحسين (عليه السلام ) عندما ترك المدينة ومكة وراء ظهره وإتجه الى العراق الى كربلاء حيث أعلن ثورته الكبرى .. ونلاحظ ان الاحاديث الموثوقة لأهل بيت العصمة ( عليهم السلام ) تدل على الامام المهدي ( عليه السلام ) سينتقل بدعوته من مكة ـ حيث مكان ظهوره كما هو ظاهر ـ الى العراق حيث عاصمته الكوفة ، أي إننا سنجد في مستقبل الدهر بأن الامام المهدي ( عليه السلام ) يتبع نفس الخطى التي سار عليها الثوريان الرسول والحسين من قبله ، وسيهجر هذا البلد ( مكة ) لأن المجتمع الحجازي في الظاهر غير مؤهل لنصرة الأمام وسيبحث عن مدينة اخرى ليجهر بدعوته وقضيته فيها . وبين هذا وذاك ستبقى النهضة مشتركة وسيبقى الهدف واحد وسيبقى الاسلام محمدي الوجود .. حسيني البقاء .. مهدوي الإعلاء .
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . اللهم إني أعوذ بك من الفقر ، والقلة والذلة وأعوذ بك من ان أَظلِم أو أُظلَم . يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.