أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
وجود جاهلية ثانية . فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: (بعثت بين جاهليتين لآخرهما شر من أولهما)( ). وفي ذلك إشارة واضحة إلى وجود جاهلية ثانية تعقب قيام الدعوة المحمدية تكون أشد تطرفا من الجاهلية الأولى كما هو واضح من سياق الرواية، كما ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( أبغض الناس إلى الله ثلاثة ملحد في الحرم ومتبع في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه)( ). ومن هنا نفهم إن المسلمين في غالبيتهم يتبعون سنن الجاهلية وعاداتها على الرغم من دخولهم في الإسلام، مع العلم ان هذا يخالف الدين الإسلامي الحنيف وما جاء به من تعاليم . ولعل هذا ما يفسر لنا قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الآنف الذكر، من أنه بعث بين جاهليتين آخرهما أشد خطرا وأكثر شرا من الأولى، لأن الناس وعلى الرغم من إسلامهم لم يتخلصوا من عادات الجاهلية بل ظلوا محتفظين بها، وهي التي تسيرهم وبما تشتهي أنفسهم، لا بما أراد الله ورسوله وأهل البيت (عليهم السلام). ومن هنا سيلاقي الإمام المهدي (عليه السلام) في دعوته، أشد مما لاقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، لأن الناس في الأعم الأغلب سيرفضون تلك الدعوة وسيقابلونها بجاهلية مبطنة بالإسلام. فقد ورد عن عبد الله بن زرارة عن محمد بن مروان عن الفضيل قال: ( سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من جهلة الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) من جهال الجاهلية. فقلت: وكيف ذلك ؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله ويحتج به عليه ...)( ). أي إن الجاهلية الثانية التي سيلاقيها الإمام (عليه السلام) هي جاهلية مركبة، إذ تتشح هذه الجاهلية بوشاح الإسلام والذي افتقد فيها معناه ومضمونه، ولم يبق منه إلا شعارات ومسميات. وقد صدق الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في وصفه لأهل آخر الزمان، والمسلمين تحديدا حينما قال: ( سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه )( ). كما وردت عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) روايات تشير بوضوح إلى وجود جاهلية ثانية تسبق قيام الإمام المهدي (عليه السلام)، منها ما جاء عن طلحة بن زيد عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه الباقر (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى: { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} أنه قال : ( أي ستكون جاهلية أخرى )( ). وهذه إشارة صريحة إلى وجود مثل تلكم الجاهلية في آخر الزمان. ثم إن الإمام المهدي (عليه السلام) صرح بهذا المعنى وأمر المؤمنين باتخاذ جانب التقية دفعا لشر جهال الجاهلية. فقد ورد عنه (عليه السلام) في توقيع للشيخ المفيد (رحمه الله) : (وهي إمارة أزوف حركتنا ومباشرتكم بأمرنا ونهينا والله متم نوره ولو كره المشركون، اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية يحششها عصب أموية تهول بها فرقة مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرم منها المواطن الخفية ...)( ) . وأخيرا نختم الأدلة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) حول وجود جاهلية في آخر الزمان وقبل قيام القائم من آل محمد برواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال في حديث طويل جاء فيه: (...وشبك بين أصابعه ثم قال يقتل هذا هذا وهذا هذا هرجا هرجا، ويبقى طغام الجاهلية ليس فيها منار هدى ولا علم يرى نحن أهل البيت عنها بمنجاة ولسنا فيها بدعاة...)
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . اللهم إني أعوذ بك من الفقر ، والقلة والذلة وأعوذ بك من ان أَظلِم أو أُظلَم . يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.