أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
صعد موسى كليم الله عليه السلام إلى قمة الجبل وناجى ربه : " إلهي وسيدي ومولاي "
فأجابه المولى عز وجل : " أفصح يا موسى عن ما يدور في خلدك "
فقال الكليم عليه السلام : " إلهي .. أطلعني على سرك المخزون وكيف يكون قضاؤك بين عبادك وكيف يتم الفصل بينهم بحكمتك يارب الأرباب "
فأجابه المولى عز وجل : " انظر يا موسى تحت الجبل !! ماذا ترى ؟! "
فقال الكليم عليه السلام : " إلهي .. أرى بقعة من الماء أشبه بالبحيرة "!!
فأجابه المولى عز وجل : " أجل يا موسى .. سترى بعد قليل ما يجري .. فاشهد بما ترى وانصت وسأخبرك فيما بعد .. عن مسببات تلك الأحداث ؟! "
فقال الكليم عليه السلام : " سمعا وطاعة يا مولاي "
وبعد انتهى المولى عز وجل من خطابه لموسى عليه السلام كان وقت الظهيرة قد حل .. والشمس حارقة .. وأشعة الشمس تجلد بحرارتها الأجساد .. وفي هــذه الأثناء أقبل " فارس شجاع مفتول العضلات " إلى البحيرة كــــــي يستريح مـــــن عناء الطريق ومن حرارة الشمس المحرقة فأناخ بفرسه جانبا واتكأ عــلى صخرة بالظل قرب البحيرة وغط في سبات عميق فقد أخذ التعب منه مأخذه ...
" وموسى عليه السلام ينظر إليه بصمت "
ثم بعد ذلك أفاق الفارس من غفوته وقد أصبح بحال أفضل فاستعد للرحيل إلــى شأنه وقد ركب فرسه وانطلق إلى سبيله وقد نسي " كيس نقوده " قرب البحــيرة فمــا هي إلا قلائل وأقبل إلى البحيرة " راعي أغنام " بقطيعه أغنامه الجرار إلى البحيرة ليسقي أغنامه العطشى من لهيب الشمس المحرقة ... وأثناء تفرق الأغنام في أرجاء البحيرة وقد استلقى الراعي على الأرض للاستراحة من عناء الطريق فرمق ببصــره " كيس النقود " الذي لاح له عن قرب فما كان منه إلا ان أخذه وفتحه ووجد فيـه المال فرفع كفيه يحمد الله ويشكره
وهو يقول :
" رزق قد ساقه الله إلي أنا العبد الفقير المحتاج " وكانت الأغنام قد انتهت من شربها من الماء فساقها أمامه قاصدا طريق الذهاب عن البحيرة والجبل .....
" وموسى عليه السلام يرى ذلك بصمت وقد علته الدهشة "
في هذه الأثناء أقبل إلى البحيرة " رجل عجــوز " منهك القوى قد هد شبابه الزمن يحمل حزمة ثقيلة من الحطب يمشي بها بهـــا في هذا البر الأقفر وقلبه يلتهب عطشــا فما إن لاحظ البحيرة عن بعد حتى جد في السير إليها بغية الوصول والاستراحة بفيئها وعند وصولى رمى بحزمة الحطب الثقيلـــــة جانبا وألقى بجسده المتعــب على الأرض الباردة بالظل إلا وأغمــــــض عينيه يريحهما من وعثاء الطريق فما هي إلا لحظات إلا
إلا وأقبل مسرعا ذلك" الفارس الشجاع مفتول العضلات "وفي عينيه شرر الغضب المتطاير وقد رأى العجوز يهم بأن يشرب الماء فأمسك بتلابيبه وبصوت كالرعد القاصــف قال الفارس للـ .. " الرجل العجــوز " :
أين كيس نقودي !!!!
فأجابه العجوز وعلى وجهه ملامح الدهشة :
عن ماذا تتحدث !!!
فأعاد الفارس عليه كرة الحديث قائلا :
" اسمع .. أخرج كيس نقودي من جيبك وإلا قسما بمن خلق الخلائق لأطيحن برأسك الآن بسيفي وأودي بحياتك إلى المجهول .. هيا !! "
فما كان من العجوز إلا أن قال للفارس : " خذ ما معي من الحطب عوض عن ما فقدت من المال فأنا لا أملك سواه "
فظن الفارس أن العجوز يسخر منه فنما كان منه إلا أن أخرج سيفه وقطع رأس العجوز ورماه بالبحيرة وانصرف إلى شأنه ....
انتهت الأحداث ...
" وموسى عليه السلام يرى ذلك وقد قتله الفضول لمعرفة ما سبب ما جرى بين الخلق وكيف سيفصل الله بينهم الآن فرفع بصره إلى السماء مناجيا : " إلهي وسيدي ومولاي إني وحقك الأعظم قد قتلني الفضول لجهلي بأسباب ما حدث بين عبادك فهلا أخبرتني بحقائق الأمور ودواخل المستور"
فأجابه المولى عز وجل : " أجل يا موسى .. أترى ذلك العجوز المسجى فوق تراب هذه الصحراء المضمخ بدمائه كيف كان في سالف شبابه وعنفوانه !!!
فقال الكليم عليه السلام : " لا وحقك يا مولاي لا أعلم عنه شيئا "
فأجابه المولى عز وجل : " يا موسى .. لقد كان هذا العجوز من شرار خلقي ولطالما بارزني بدماء الكثيرين من الأبرياء من خلقي وقد كان أحد الذين قد فتك بهم والد هذا الفارس وقد كان هذا الفارس صغيرا فقد أيتمه ولايعلم هـذا الفــارس عن قاتل أبيه شيئا وقد اقتص لوالده من قاتله دون علمه به فكانت هذه عاقبته وتنظر كيف لقي حتفه ظمآنا منهكا قد ارتسمت تجاعيد السنين على وجهه قلم يخش سطوتي فانتهى إلى ما ترى "
فقال الكليم عليه السلام : " سبحانك ربي وسيدي ومولاي ما أجلك وما أعظمك .. فهلا أخبرتني يا عظيم الشأن عن أمري الراعي والفارس "
فأجابه المولى عز وجل : " يا موسى .. إن الفارس الذي تراه .. أخذته نشوة الشباب واغتر بقوته وفرح بعنفوانه فما كان منه إلا أن أخذ شاة من الغنم في يوم من الأيام السالفة من هذا الراعي تجبرا وغصبا بعد ان اختلفا على ثمنها فاغتصب الشاة منه ولم يعطه ثمنها وقد أجريت تلك الأحداث بينهم حتى إن الراعي حينما وجد المال بالكيس كان قد أخذ ثمن الشاة من الفارس دون زيادة أو نقصان .. فما كان بالكيس هو ثمن الشاة بالكامل لم يزد عليها درهما واحدا "
فقال الكليم عليه السلام : " سبحانك ربي وسيدي ومولاي تعالى اسمك لا إله إلا انت تحكم وتفصل بين عبادك إنك أحكم الحاكمين يارب العالمين "
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . اللهم إني أعوذ بك من الفقر ، والقلة والذلة وأعوذ بك من ان أَظلِم أو أُظلَم . يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.