أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
صعب وبعيد استيعاب حقيقة ما يجري .. فبدئوا يتداولون الحديث بينهم بأن الحيلة قد غلبتهم .. وأن كل مخططاتهم طوال السنوات كان مصيرها الفشل والخيبة .. ويتساءلون بينهم ما الذي يجرى ؟؟ .. أين القوم ؟؟ .. مراراَ وتكراراَ أوجدوا الوقود وأوجدوا الزناد ثم أرادوا الإشعال .. فكانت تنطفئ الشعلة بعد خطوات !! .. يتساءلون ويتساءلون ماذا يحدث ؟؟ .. وهم على اليقين بأن الظروف متاحة مرتاحة .. وذهبت بهم أحلام اليقظة في مرحلة من المراحل بأن حددوا ساعة الصفر حيث الانطلاقة الكبرى كما كانوا يطمعون .. بل أرادوها في لحظة هبة وثورة عنيفة .. فحضر المنادي ولم يحضر المصلي .. فكانت تلك الديباجة المشهورة ( حضرنا ولم نجدكم ) .. ولو حضروا مرات ومرات فلم يجدوا هناك أحداَ .. تلك هي الحقيقة التي لا يريدون سماعها .. والدلائل والبراهين كثيرة .. منها تلك النداءات المتكررة بالانتفاضة .. ومنها تلك الصرخة الخائبة حيث الأيام المائة لإسقاط النظام .. مهزلة كانت خارج نطاق العقل والتفكير .. وبعيدة عن المنطق الذي قد يحفظ ماء الوجه .. ورمية غير صائبة من جهات غير مؤهلة كلياَ .. فاشتهرت المهزلة الآن بين الناس بمهزلة الأيام المائة .. ثم بدئوا يتساءلون الآن عن أسباب الإخفاقات المتكررة .. والإجابة على تساؤلاتهم تكمن في الحقيقية بأنهم يصدقون ظنون الأوهام التي تعشش في أذهانهم .. وبوهم كبير يظنون أن الخيار أمام الشعب إما هم أو سواهم .. أي أنهم يختصرون الخيارات في أثنين إما في وضع قائم أو في بديل متواجد .. والحقيقة أن هناك أكثر من خيار .. ومنها خيار ( لا هذا ولا ذاك ) .. هذا علقم وذاك حنظل ولا سيف فوق الرقاب يقدر أو يجبر الشعب على الالتفاف حول خيارات هي محصورة بمقياس هامان وفرعون .. والصحيح بعد تلك المحاولات الكثيرة العقيمة الفاشلة الإقرار بأنهم جميعاَ في حاجة إلى خبطة قوية في الأدمغة .. لتصحو تلك العقول من غفوتها وغفلتها .. وعليهم أن يتجردوا من أحلام اليقظة ويعيشوا الواقع بنوع من التفكير العميق .. فالعلة ليست في شعب لا يساند كما يشتهون .. وقد جربوا معه كل السبل لدرجة أنهم اتهموه في نخوته مراراَ وتكراراَ .. فكانت تلك الشعارات الجوفاء ( الشعب جوعان ولكنه جبان ) .. والشعار قد يحمل الصدق في جانب الجوع .. ولكنه شعار ظالم ومجحف في الشق الثاني .. والصحيح أن يكون الشعار ( الشعب جوعان ولكنه فهمان وحيران ) .. لأن القوة الغالبة من الشعب لديها مخزون هائل من التجارب السابقة العقيمة .. تلك التجارب السابقة التي كانت تشعل فتيل الانتفاضات بإشارة من البنان .. بل كانت في الماضي تشعلها زيادة قرش واحد في تعريفة المواصلات .. ولكن السؤال الذي يجرد الواقع ويجلب الآلام هو : ماذا كانت محصلة تلك التجارب ؟؟ .. وماذا كانت ثمار تلك الانتفاضات والثورات ؟ .. وكيف ماتت مشاعل الثورات في مهدها بكيد الكائدين وبخيبة الخائبين .. والشعب في قرار نفسه يعلم جيداَ من هم الذين كانوا السبب في إفشال المعاني والشعارات الثورية ليحولوها إلى مصالح حزبية ضيقة كالحة قاتلة .. والذين يريدون الإشعال هذه المرة وكل المرات هم أنفسهم يمثلون موضع الداء في جسد الوطن السوداني .. والرموز الحزبية السابقة التي عودتنا دائماَ لحظات الضعف والهزال والفشل هم ما زالوا يطمعون في تجربة جديدة .. ولكن الحقيقة المرة القاسية التي يجب أن يعرفوها فإن المعضلة ليست في إشعال انتفاضة أو ثورة ولكن المعضلة الكبيرة فيمن يتربصون ليكنوا البديل .. والتجارب الماضية كانت محصلاتها لسعات ولدغات وركلات قاتلة نال الشعب منها أقسى أنواع الأوجاع .. ولا يفكر عاقل ممن عايش التجارب السابقة الخائبة أن يسير مرةَ أخرى في نفس المشوار .. لا وآلف لا .. وكلا وألف كلا . والوهم الأكبر في جماعة تظن أن الغالبية العظمى من الشعب معها وكذلك الوهم الأكبر في نظام قائم يظن أن الغالبية العظمى من الشعب السوداني معه .. والحقيقة الأكيدة أن الغالبية العظمى من الشعب ليست مع النظام وليست مع الجماعة التي تمثل المعارضة والأحزاب .. ولكن الغالبية العظمى من الشعب مع الرخاء ومع النماء ومع الأمن ومع المعيشة الرغدة الهانئة .. ومع الحياة السعيدة التي تخلو من ساحات الجحيم .. ذلك الجحيم الذي يزداد يوماَ بعد يوم .
..........وهناك غباء مستحكم في تلك الأبواق الجاهلة التي تكرر عبر أجهزة الإعلام في الخارج وفي الداخل بأن فشل الانتفاضات أسبابه القمع والردع والكبت الشديد .. وذلك من أغبى وأبلد التعليلات التي يروجونها عبر وسائل الإعلام .. وهم بذلك يسقطون عن المقام لسذاجة المنطق .. وقد جرت في العالم الكثير والكثير من الانتفاضات والثورات التي واجهت أضعاف وأضعاف القمع والردع .. ومع ذلك نجحت تلك الانتفاضات بما في ذلك في السودان .. والانتفاضات معروفة أنها ليست فسحة أو لعبة أو مزحة في أي مكان في العالم .. وثمارها ليست بتلك الدانية القطوف ..بل تقطف من قلب وأتون الجمرات والبراكين .. ولا أحد عاقل يتصور أن يقف النظام مكتوف الأيدي ويتفرج ليأتي أحدهم وينتزع منه السلطة بدون ردع أو قمع أو دفاع عن تواجده .. فإذن العلة في فشل محاولات الانتفاضات تلو الانتفاضات ليست بسبب القمع الشديد والكبت والردع كما يدعون ويزعمون .. ولكن العلة صراحة في قناعة الناس بالفكرة من الأساس .. والأرضية الحالية في السودان خالية كلياَ ومائة في المائة من تلك القناعة .. لأن المعادلة الراسخة في أذهان الناس هي كالآتي .. إذا كان الموجود حالياَ يمثل جبروت هامان فإن القادم المتربص يمثل جبروت فرعون .. ولا يتواجد موسى في الساحة .. وحتى تتوفر تلك اللحظة التي تبشر وتشير بقدوم موسى فالناس على الصبر والانتظار أقدر.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار . اللهم إني أعوذ بك من الفقر ، والقلة والذلة وأعوذ بك من ان أَظلِم أو أُظلَم . يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.